Seri 2:
لهذا، معاهدكم الشرعية، في جوقجاكرتا المتعددة، هنا وهناك وهنا، اجعلوها متكاملة، اجعلوا كل واحد منهما لبنة في جدار الآخر، فشكلوا في هذه المعاهد أقوى جامعة إسلامية في العالم، فكما كان الأكثر يستقبلكم، استقبلوا أنتم أبناء العالم الإسلامي أيضا، علّموهم أن في إندونيسيا علوما إسلامية، وعلوما فكرية، وعلوما تكنولوجية، فقد استقبلتكم دمشق، واستقبلتكم المدينة المنورة، واستقبلكم الأزهر، واليوم جامعاتكم مزهرة والحمد لله، الجامعة الإسلامية، والجامعة المحمدية، وهذه، المعاهد التي أراها علي معصوم رحمه الله، اجعلوا من هذه الجامعات بيتا متكاملا كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ما مثلي ومثل الأنبياء إلا كمثل رجل بنى بيتا فحسّنه وجمّله، إلا مكان لَبِنَة، فبدأ الناس يطوفون بالبيت ويقولون ما أجمله لو كانت هذه اللبنة في مكانها، فكنت أنا اللبنة، هكذا قال صلى الله عليه وسلم، أنا اللبنة، فهل يستطيع كل واحد منا أن يكون لبنة في بيت أخيه؟ أن أكون أنا اللبنة في بيته، وأن تكون أنت اللبنة في بيتي؟ ولست أهل البيت وأنت اللبنة، هنا مشكلتنا، كل واحد يريد أن يكون هو البيت والآخر لبنة، لا، الرسول قال : أنتم البيت وأنا اللبنة، الرسل هم البيت وأنا اللبنة، وإذ كنت صغيرة ولكن سأعطي البيت جمالا، فمعهدكم مع المعاهد الأخرى يعطي الجمال، فهنا تدرّس الشريعة والحكمة، والأخلاق، وهنالك يدرّسون الشريعة والأحكام والعلوم، وهناك يدرّسون الشريعة والقانون واللغات وجمالها، فإذا اجتمعت هذه كلها أن تجد الإنسان المسلم الإندونيسيَ نموذجية العالم، لهذا سوريا في خدمتكم بأبنائها وعلمائها، وإن قصرت من قبل في عدم معرفتها بهذا الكنـز الثمين في إندونيسيا، هذا الكنـز من أبنائنا الذين يحملون القرآن في صدورهم، لا في سطورهم، كما فعل ذاك النائب الهولندي الذي حمل إحراق صفحة من القرآن منذ أيام، وضحكتُ كثيرا منه وقلتُ مسكين هذا الرجل،يظن أن قرآننا في سطورنا والله تعالى قرآننا في صدورنا، فمهما أقرب من ظهركم إن القرآن مكتوب في القلوب، وإن حاولوا أن يصوّروا النبي صلى الله عليه وسلم بصورة سيئة، فنبينا صورته مطبوعة في كل قلب، قال الله تعالى واعلموا أن فيكم رسول الله، وليس معكم، فيكم، كل واحد يتخيله بأجمل صورة، يريدها للنبي، فلا يستطيع أحد أن يصور صورة نبينا، ولا يستطيع أحد أن يُنسينا قرآننا، ولا يستطيع أحد أن يبعدنا عن إسلامنا.
أبنائي وبناتي، طلاب المستقبل
أنتم الأمانة في أعناقكم، والعالم صار صغيرا بين أيديكم، فانشروا في العالم أخلاقَكم، ولا تخافوا، ليست أمريكا هي الأقوى ولا أوروبا هي الأقوى، إننا نحن الأقوى ولكن سُرقت كتبنا وسرقت مناجمنا، فأعيدوا هذا القرآن ليحيى بيننا، فأعيدوا علومنا، فإن إندونيسيا التي بدأت بصناعة الطائرات لتعلو في الفضاء أرجو الله أن تصنع سُفُنًا تصل إلى القمر كما كما تصنع رجالا ينتصبون في السماء أيضا.. هذه الصناعة الأبقى، صناعة الإنسان في الكون، اللهَ أسأل أن يوفّق رئيس إندونيسيا ونائبه ووزير الشؤون الدينية ووزير الخارجية والوزراء، أن يعرفوا أنّ البلد الإندونيسي العظيم مستقبل له لهذه الأمة الكبيرة، وأن يوفّقنا أن نحمل عن آبائنا وأجدادنا رسالةً لأبنائنا وأحفادنا، كما سلمونا إياها بيضاء نقية، أن نسلمها بيضاء نقية، لقد تركتكم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، فسلموا عقولكم بالعلم، وقلوبكم بالحب، وألسنتكم بالذكر، وجوارحكم في الطاعة، ونفوسكم بالتربية، فإن استطعتم أن تكونوا هكذا، فأنتم خليفة الله في الأرض، إني جاعل في الأرض خليفة، سلام الله على الشعب الإندونيسي، أولياء وعلماء وأبناء وأحفادا، سلام الله على أمة إندونيسيا التي حملت الإسلام وحمت، واعتزّت به وافتخرت، سلامنا كل شعب سوريا ومن قائد سوريا الرئيس بشار الأسد ومن علماء سوريا أجمعين، سلام عليكم من بلد سيبقى صامدا ليحرر جولان والشبعا وكل مزارعها وليعيد القدس النضرة، وليعيد القدس إلى أهلها، ألم يعدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن عصائب بلاد الشام هي التي تفتح الأقصى مرة أخرى فقد
فتحها أمير المؤمنين عمر يوم جاء من المدينة إلى الشام إلى الأقصى وفتحها صلاح الدين يوم جاء من المُوْصِل إلى حلَبَ إلى دِمَشْقَ إلى الأقصى وسيأتي أيضا من بلاد الشام من يفتح فلسطين أيضا وستكونون معنا بإذن الله بعلومكم وأفكاركم وقوتكم ودعائكم وأبنائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
خطاب سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدرالدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى، في زيارته إلى إندونيسيا بالمعهد كرابياك الإسلامي يوغياكرتا، مساء الخميس 2
2 مايو 2008 م / 16 جمادى الأولى 1429 هـ
*) Tulisan ini di transkripsikan oleh H. Afif Muhammad, S.Ag., M.A. (Pengasuh Pondok Pesantren Ali Maksum Krapyak)